كم من أرض كبيرة وثمينة من أملاك الدولة داخل مدينة بريدة حامت عليها أنظار الجشعين
فكادت أن تستقطع ؛ لكن الابن البار والنزيه صرف عنها العيون وصد الأنظار
فما بين عشية وضحاها و بأسرع من البرق أمست أرضاً بيضاء وأصبحت وهي حديقة خضراء متكاملة النبت والغرس
فمن هو هذا الابن المخلص ؟؟
إنه سعادة مدير الشئون البلدية والقروية بالقصيم الدكتور /ابراهيم بن عبدالرحمن البليهي
ابن القصيم الذي شاهدته وهو مجاز يعمل مع رجاله في أحد حدائق بريدة
الأبيات
*******
مُصاحِبُ العجزِ منه الصّبرُ قد نَفِدا وراكِبُ الحــزمِ للمطـلوبِ قد وَرَدا
وفاســِدُ الــرأْيِ تــــرَّاكٌ لِــنُـهزتِه إنْ فاتَه واجِــــبٌ ما هــمَّــه أبــــدا
وصــادِقُ العـــزمِ نـهَّــازٌ لِفرصتِه إنْ بان حـقٌ له لم يــسـتـشِــرْ أحـدا
كم بالجهالةِ يُضني القـــومَ واحدُهُم فيزرعَ البغـضَ والأحـقـادَ والحسدا
وبالمـروءةِ كــــم قد قــــام عاقلُهم لِيطْردَ الــهـمَّ والأحــزانَ والكَـمـدا
ويبـذلُ الخــيـرَ للأوطـانِ أخـلصُها فيرفعُ السـقـفَ والعـمـرانَ والبـلدا
شَتـَّان بين الذي يـبْـنيْ ومن هــدما فذاك من ذاك للـتَّــمـثـيــلِ قـد بعُـدا
تَبْقى الرجـــالُ إذا تَبْــقى مآثِــرُها ويُدركُ المجدَ مَنْ بالصّبــرِ قد سعِدا
جلَّ الذي خـلـق الأفـــذاذَ والهِـمما وصيَّر الصّبرَ مفـتــاحــاً لما وُصِدا
قِسْ ذاك في عـمـلٍ يسـمو بِصاحبه فيُصـلِحُ الأهــلَ والإخــوانَ والولدا
فإن طـلــبتَ لهــذا الأمــرِ بِّـيـنَـــةً فسُنبلُ الزرعِ بـاقٍ عـند من حصـدا
وإن أردتَ دلـيــــلاً نـسـتــضِئْ به مثلَ البُليهيِّ ابـراهــيــم لـن تـجِــدا
رمزَ النزاهةِ والاخلاصِ والشـرفِ ماضيِ العزيـمـةِ مِنـجــازٌ لما وعدا
ابنُ القصيــمِ وما شــيءٌ يمــاثـلُــهُ فما ترى شــــاهــقــاً إلا له شـهِــدا
فاسْأل ربوعَ القصيمِ الخُضرَ أجمعَها لذُروةِ المجدِ كيف اليومَ قد صعِـدا
واســأل كـثـيـبْـــاً وتلًَّا عن عزيمتهِ وكيف نال المُنى من بعـدِما صمـدا
واسألْ كذاك شــيـوخَ الحــيِّ كلَّـهُمُ واسأل رضيعاً بِحضْـنِ الأمِ قد مُهِدا
ابنُ القـصيــمِ ولــيـت الحظَّ يسعِفُه حتى يُنــفِّــذَ ما في الفـكـر قد حشدا
أعطى الحياةَ دروســـاً من تجارُبِه فأحـكـــم الأمــرَ لمَّـا قــام أو قـعدا
وقام يضرِب للأجــيــــالِ أمـثــلــة ً فأُلْهِمَ الخيـرَ والإخـلاصَ والـرَّشَـدا
فما تراه أتـــى يــومـــاً على عملٍ إلّا واتْــقــن فـيــه الـضَّبـط والعددا
ساس الأمورَ بإتــقــانٍ على قـــدرٍ فمـا جـــديــــــدٌ بــدا إلا له حـفَــدا
ماضي الجَنانِ يُرِيك الحزمَ قبل غدٍ فاســأل خــبـيــراً بـه راوٍ لما عهِدا
هذا القصيمُ به قد صار مُـزدهِــراً تفجَّــر النّـبـــعُ مـنـه أنهُــراً جُــدُدَا
هذا القصيمُ لنا غــنّــتْ بلابِــلُــــه يَــدُ البُـليـهيِّ قد أضحـت لهُ سـنــدا
هذا القصيمُ فما أحــــلـى أصـائِلَـه قد صار من عجبٍ في الحُسنِ منفرِدا
قام البُليهيُّ للعـمــــــرانِ يـدفـعُـه فــردَّ للأرضِ مافـي ســالِـفٍ فُـقِــدا
وحوّل الأرضَ بـســتـاناً وقال لهـا أُقَــدِّمُ النـفـسَ للأوطــانِ والجـسـدا
فأصبـحــتْ روضـةً غـنّــاءَ مُثمرةً تـمــــدُّ أغـصــانُـهـا للزائـرين يدا
ولطّف الجو بالأشجــارِ مُتّـخِــــذاً غـرائسَ النخــلِ للتجـمـيلِ حين بدا
وردّد الطيرُ ألحــــاناً يجـــاوِبُــها شُكرٌ من القلبِ قد أضحى لها رفـدا
وصاحب الجُهدَ نَيْــــلٌ من شمائِلِه فأظهـر الصـبـرَ للإِبـداعِ والجـلـدا
وخــاطــب العقلَ لمّــا قــام يسألُه لن تبلُغَ المجــدَ حتى تَفْـلَـحَ الكَبِــدا
تاللهِ لـــو أننّــا طِـــرنـا بأجـنحـةٍ مثل البليـهــي كـنـا ســـادة عُـمــدا
ديـنٌ وعلـــمٌ وبعدٌ عن سفـاسِـفِـها شِعارُه أن يســيـر الخـــيـرُ مُطَّرِدا
فما تراه مـن الإبــداعِ معـجـــزةً مادار في خَــلَــد الأيـــام ذا أبــــدا
فحين أذكر نــــزْراً من فـضـائلِه فالغيثُ فـيـــضٌ فـلــم نبـلغْ له أمدا
فلستُ اذكر أن الشمسَ طـالعــــةٌ فالشـمسُ يدرِكُها الأعمى وإن جحدا
ولستُ أذكر أن الـبـــدرَ هـالتُـــه فالبـــدرُ هـالـتُـه تبـقى متى وُجِــدا
ولستُ اذكر أن السـيفَ رونــقُــه فالـسـيــفُ رونـقُــه باقٍ وإن غُمِدا
ولستُ أذكر من كلَّــت سـواعِــدُه فذاك واجبُــه أن يفـتُــلَ العـضُــدا
ولستُ أذكر من صحَّتْ عزائمُــه فصار للخــيــرِ مِعْــواناً ومُســتندا
ليس الثناءُ أناشـيــــداً نُـرتـلِهـــا وإنما كـــان عـنـــد اللهِ مُحْــتَـمـدا
أعيا اللسانَ عن التمجيدِ ماصنعت يمـينُـه حيثُ فـاق الحـصرَ والعددا
فهــل رأيـتَ مُجـازاً قام محتسـبا للهِ يعــمـــلُ تـــوّاقـــاً ومجـتـهــدا
فإنْ بحثتَ عنِ الإخــلاصِ تطلبـه من غـــيـــــرِه أبــداً ظني به وُئِدا
فلستُ أعرفُـــــه إلا بعــــزمـتِــه أوبالإشــارةِ ذا من فـكّــكَ العُـقَـدا
فاللهُ يحفـظـه مِــن كــلِّ نـائـبـــةٍ واللهُ يـرزقُــه من نـصــــرِه مـددا
واللهُ نســــألــه في كـــلِّ نـافِـلـةٍ طولَ البقــاءِ لمن قد أُلْهِـمَ الـرّشـدا
**********
تمت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق