عبدالعزيز بن فهد الرشودي (رحمه الله) الذي وافاه أجله في ثلاثة عشر من شهر محرم سنة خمس وأربعمائة وآلف هجرية ، وهو (رحمه الله) غني عن التعريف عميد أسرته ومقدم أعيان وجماعة بلده.
وهذه المرثية من (الوافر) وقافيتها من (المتدارك).
تم إعدادها والإنتهاء منها في ١٤٠٥/٢/٥هـ
الأبيات
******
بــريدةُ أسـعــــد اللهُ مـســــاكِ بــريــدةُ أحسن اللهُ عـــــزاكِ
بــريـدةُ يـا بــريـــدةُ ماعـساكِ أما للصبرِ عـنـدكِ من مــلاكِ
فإن يومــاً أُصــبـتِ أوابتُـليتي فبالإيـــمــــانِ لوذي والتّــباك
فــلا واللهِ يـــا أمّ الـقـصــيــــمِ لقد ذرَفَتْ دموعـي من رُؤاكِ
فما حــبُّ الشــوادنِ قد شغفني ولا أكثرتُ رؤيـــاً في طِلاكِ
ولستُ مِنَ الذين لهم مِــــراسٌ بصيدِ الخُودِ في حبلِ الشِّراكِ
وما أدري ولستُ أخـالُ أدري أذئبٌ أم غـــــزالٌ في رُبـــاكِ
وما أدري بأرضِكِ إن وطِـئتُ أفوقَ الصخرِ أم أرضٍ دِكـاكِ
وماأدري بمائِــكِ إن شـــربتُ أكان من النَّـميرِ أو الـــركـاكِ
تساوى في عيونـي كلُّ مــشيٍ مسيرُ الخيلِ أو مشيُ الرُّمـاك
تقول النفسُ هل في الحبِّ شيءٌ فقلتُ أخـــاف أنْ فـــيه تُـداكِ
أخاف بأنْ تُــصابـي بالسِّــهام ِ مِنَ الطرفِ المكحَّـلِ باللُّمـاكِ
فيجـــلو الـنـومَ عن جفنيكِ همٌّ كما تُجــلى النَّواجِـذُ بالسِّـواكِ
ولكـــنْ بالديــارِ قـفــي فــإني بشوكِ الحبِّ أخشى أن تُشـاكِ
قفي وتأملي حــولَ الرُّســـومِ وللأطلالِ لا تـدعي وحـــــاكِ
قفي في كلِّ صبـحٍ أو مـســاءِ فإني سوف أنــدبُ من عُــلاكِ
سأنـدب كــلَّ مَـنْ ترك الديـارَ لأنــي شــــاعــــرٌ بالإرتـباكِ
فــمهلاً يا بـــريدةُ إن وقــفـتُ على الاطلالِ أســأل من هناك
ففيكِ عجائــبُ الأيـــامِ تـترى تحاول أنْ تكـــدِّرَ من صــفاكِ
بكـلِّ مقدَّمٍ عـــلــــمٍ أُصــبــتِ يغُذُّ السيرَ إنْ طـــلـبٌ دعــاكِ
اسودٌ في الشـــدائـدِ ضارياتٌ غِضابٌ إنْ وَطـا أحـدٌ حِــماك
جبالٌ راسـيـــــاتٌ في جَــلالٍ خِفـافٌ إنْ هُـــمُ سـمـعو نِداك
منـــازلُــهم سَمَتْ فوقَ الثـُّريّا فكـان الخـيـرُ منهم فـي بـقاكِ
فكم فـــــذٍّ على كُــــرهٍ فـقـدنا دفناهم جــــميــعاً في ثَــــراكِ
فلا تـأسي على مَنْ فات منهم عسى خَــلَـــفٌ لهم يفدي فِداكِ
وآخــرُ هؤلاءِ أبٌ وشــيــــخ ٌ كريـمٌ راحَ مـــن غيرِ رِضاكِ
سديدُ الرأيِ من آل الرشودي شريـفُ القصدِ معـــروفاً بذاكِ
بريدةُ يا بريـــــدةُ كــيف أنتِ كفــاكِ اليومَ همّاً مـا كـــــفـاكِ
أرى الأيامَ ليــس لها وفــــاءٌ وإنْ حلَفَتْ يمـــيـناً في وفـــاكِ
نأى عـبـــدُالعــزيزِ أبوكِ عنا فبان النأيُ حزناً في ســمـــاكِ
فكـــم من وقــفةٍ يوماً قضاها تنـــاسى كلَّ شـــيءٍ ماعــداكِ
وكم من خطوةٍ يوماً خطــاها هــواه يا بريـــــدةُ من هــواكِ
مـلاذٌ في الشدائدِ طودُ حــلــمٍ حكيـمٌ سـيـــدٌ جَــــذْلُ حِــكاكِ
مُلوك الأرضِ آلوهُ احتـرامـا تخبِّرُكِ النـجــومُ وفـــرقـــداكِ
فلـن تجــدي لشيخِكِ من بديلٍ ولــو أنْ تلــمـسَ النجمَ يــداكِ
هو الأبُ والـمقـــدمُ والوسيطُ بجهرِكِ فاعلمي أم في خــفاك
فما بعدَ ابنِ فهـدٍ من مُــصابِ فَمَنْ مِــن بعـــــدِه يـفدي فداك
إذا هيَ قد تأزَّمــتِ الأمــــورُ لها اجرى الحلولَ وقــال هاكِ
فهل أحدٌ يلــــوم إذا بــكـــيتِ على ابنِ الفهدِ فلْــتبكِ البــواكِ
وفيكِ عجبتُ من هذي الحشودِ أتــوا مـتـــدفقين إلى عـــزاكِ
على الأقدامِ يمـشـون الهــوين بمطلعِهم غــــصونٌ من نماكِ
وبسم اللهِ كــبـــروا جـمـيـــعاً وكانوا والــوداعُ عــلى وشاك
عسى جللُ المُصابِ يكون عوناً لكــلِّ عزاً تقدم من ضـنــــاك
فـقـومي ودِّعــي رجـلاًعظيماً ولو ضـعفت أَوِ إنهارت قُواكِ
طوى ريبُ المنونِ أبـاكِ طـيّاً فقومي وانـــدبي حَــزَنــاً أباكِ
ألا تـبـكيـن ما ظـلّــتْ حــيــاةٌ ألا تــبـــكين ما بـقِـــيَت رُباك
ألا تبــكــيــن يا أمَّ الـقــصـيـمِ لشيخٍ طــــــالما لــبَّى نِــــداك
ألا فـلـتــعـلْمي عـلــمَ اليـــقينِ بأنّ الحملَ أثــقــلَ في خُطاك
فــمـهما الـشعـــرُ ننظمه رثاءً فلم نفِ يابريــــــدةُ في رثـاك
ومهما الدمــعُ نسـكــبه غزيراً فلم نـبـلــغْ بِـــذا أبَــــداً مداك
فأيّـــاً بعدَه شِــئـتِ فــكــــوني جــــزاه اللهُ أحــسنَ ما جزاكِ
وأنـــزل شـيــخَــنا عبدَالعزيزِ بـمنـــزلـةٍ يطــــيب بها مُناكِ
أمغــــــفـرةَ الإلهِ ألا فَـسُـقْــيـاً لشيخٍ قــد تـدخــل في حــماك
فإن لـشيـخِنا أمـــــلاً كــبـيــراً يؤمل كلَّ خــيـــرٍ من عطاك
لعــلَّ اللهَ أعـــطـاه رحـيــــــلاً معــيــنــاً للإقــامةِ في ذراكِ
وصـلى اللهُ بـعـــــدُ على النبيِّ شفيعِ الخلقِ في يـومِ الضِّناك
****
تمت بحمد الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق