السبت، 2 يوليو 2011

مرثية والدتي (رحمها الله واسكنها فسيح جنانه)



مرثية  النفس للنفس ، والروح للروح !
مرثية ٌ أهديها إلى كل من فجع بوالدته ،وهي من البحر " الطويل " :


******



طــحَـــابـِـيَ أمــــــرٌ أم  أَنــا أتـــوهـَّــمُ       وفـكــريَ صـــاح ٍأَم أنــا أتحــلـَّــمُ
فــرأسِــيَ جــرَّ الـهـــمُّ عـنــه وِسَــــادَهُ       فـَـجـَــنَّ عـليـه الليـلُ والليـلُ أبـكـمُ

وقـلـبـي تـولـَّى الـسَّــــعْـــدُ عـنــه لأنـَّه       أُصِــيبَ بسهـم ٍوالسِّـهــامُ تـُــيَــتـِّـمُ
فـمـا هــذه الأيــــــامُ إلاَّ غـــوالــــــــبٌ       فـلـيـسَ بهــا إلاَّ عـــزاءٌ ومـــأتــــمُ

فـمَـنْ درسَ الأيــامَ صـــار مـعـــلــمـا       فـمـــا هــيَ إلاَّ طــالــبٌ ومـــعــلــمُ
إذا الـمــوتُ لـم يـلـقَ النـفـوسَ مبكـِّـرا       يـمـدُّ لَـهـا المـولى بعـمــر ٍفـتـهــرمُ

فما الــمـوتُ إِلا هـــازمٌ لــخــصـومِــه       ومَنْ هـو خصمٌ للمنــايـا سيُـــهــزَمُ
فـمَـنْ هـو راض ٍبالـقـضــاءِ له الرِّضا       ومَنْ هـو بـــاغ ٍغـيـرَ ذلك يــنــــدَمُ

رُزِئـْــتُ وأضـنـانـي فِــراقُ عـزيـــزة ٍ      ووالــــــدةٍ أُم ٍّهــواهــــا التــَّــكـَـــرُّمُ
ألـحَّ عـلـيـها المـوتُ حـتى تــرحـَّــلـتْ       وكـفـَّـنـهـا والمــوتُ سـيـفٌ مُـسـمَّـمُ

فآخرُ عـــهـدي يــومَ كـانـتْ تـُـمــشـَّـط ُ      عـلـيهـا قــمـيـــصٌ أحـمــرٌ ومُـقـلـَّــمُ
ألــمَّ بـهــا داءٌ عُـــضــــالٌ بـقــلـبـــهـا       تـصـدَّى لهـا لـيـــلاً فـبـاتـتْ تـُـتَـمْـتِمُ

نـظـرتُ إليـهــا والـمـنـــايـا تــزورُهـا       فـقـلَّ رجـائي واسـتــحـال التــكــلـُّــمُ
فـُـجِعـتُ بها  صـبحـاً وظهـراً دفنتـُها       ودفـنُ عـزيزِ النـَّـفـس ِللنـَّـفـس ِمُــؤلمُ

وسِـرتُ بها نحــو المُـوطـَّــا مــودِّعـا       وكنتُ أظنُّ النـَّعـشَ لـلـقــلـبِ يَـلـكـُــمُ
فما هـيَ حتى أصبـح القـبـرُغِــمْــدَها       فـجــاورهـا قــــومٌ سـكـــوتٌ ونـُـــوَّمُ

فـقمتُ على رجـل ٍوأُخـرى رفـعـتـُـها       كـمـن عـضَّــه بعـدَ العـشـيَّــةِ أَرْقـَـــمُ
فــعــزَّ على نـفـسي فِـراقُ كــريـــمـةٍ       ولـكِــنـَّـما الأقــــدارُ قــوسٌ وأسـهُـــمُ

أسِـفـتُ لنـفـسي كيف ترخصُ نـفـسَها       ولو أنـَّه الـمـوتُ الـزُّؤامُ المُحَــتــَّـــمُ
أَسـفـتُ لـنـفـسي كـيف تـدفِـنُ أُمـَّـهــا        أَسفتُ وعهـدي أنها سـوف تـُحـجـِـمُ

عجبتُ لعيني كيف يطـبـــقُ جـفـنـُها       وبالجفن ِرِمْشُ العـين ِللطَّـرْفِ يَـلـثِـمُ
عجبتُ لعيني كيف ينـضُــبُ دمعُـها       وهـذا مكانُ الدمع ِ لـو هــيَ تـفـْــهــمُ

فياعـينُ جُـودي بالـدُّمـوع ِلأشْــتـَـفي       فلـيــس وراءَ الأُمِّ مَـن هـُــوَ أكــــــرمُ
هي الأمُّ فاعـلــم ماحــيـيـتَ بأنــَّــهـا       متى رحـلـَــتْ نـورُ الحـيـاةِ سيُـظــلـمُ

إذا ما دخـلـتُ الـــدَّارَ بـعـدَ رحـيـلِها       ذكـرت ُفـراشَ الموتِ وهْيَ تـُهَـمْهـِـمُ
إذا ما ذكـرتُ الـموتَ بـعـدَ رحـيـلِها       ذكـرت ُوداع َالعـين ِوالـدمعُ يـَسْـجُــمُ

أَقومُ فـأُبـْدي الصبـــرَ بعد تجــلـُّـدي       فـيفـضَـحُ دمعُ العـين ِ ما كنتُ أكـتـُـمُ
أُحِسُّ إذا ما الحزنُ نغَّص مضجَعي       كـأنـِّـي عـلى لَـوْح ٍبــه المـوجُ يـلـطِمُ

فـصرتُ إذا ما اللـيـــلُ أقـبـلَ بعدَها       أخَــافُ مِنَ الأوهـام ِحـولي تـُـخــيـِّـمُ
وصرتُ أرى أنَّ الحـياةَ ثـقــيــــلــة ٌ      وأحسبُ أنَّ المــوْتَ للــمـرءِ مَغـْــنـَـمُ

فضــاقتْ حياتي بعدُ حتى سئـمـتـُها       وضِـقـْتُ بهـا والنـَّــفـسُ لاشكَّ تـَسْـأَمُ
وقلتُ بنفسي ســـوف أسـلـكُ مثـلـَها       فأنـِّي على سـلكِ الـطـَّـريق ِمُـصــمِّـمُ

فـأنـَّى يـلـــذ ُّاليـومَ نــوم ٌومـسـكـنُ؟       وأنـَّى يَــطـيبُ اليـومَ شـربٌ ومطعمُ؟
وهل يدفــعـَـنَّ الهم َّحُـسْـنُ التـَّـعَـزُّز ِ      أم الـهـــمُّ بــاق ٍوالـســـلامـة ُأســـلـَـمُ

حَــزِنـتُ عـلـيها واسْـتبدَّ بيَ الأسى       لـَــواعِـجُ حـُــزني بالحَــشـا تـَـتـَضرَّمُ
فيالـيتَ أنـِّي ما سـمـعــتُ بيــومِـهـا       ويالـيـتَ يـومـي قـبـــلَ ذلكَ يـَــقـْـــدُمُ

ولـيـتَ حـبـالَ الموتِ كانتْ قصيرةً       ولـيـتَ المـنـايا حـبـلـَـهـا يَـتـَــــصـرَّمُ
عسى وابــِلُ المزن ِالذي لاحَ برقـُه       يُـــلازمُ قــبـــراً بالمُــوطـَّــا يُــنـَــــوَّمُ

يـكــونُ لها سُـقــياً وعـفـْـواً للحْــدِها       يَــجــودُ بـه مُــزنٌ ثـقـيــلٌ وأَسْـــحَــمُ
عـليـهـا ســـلامُ اللهِ مـنـي تــحــيـَّــة ً      تـُحـيـِّـي لـقـــبــر ٍضـمَّـهـا وتـُـيـــمـِّــمُ

وأخــتــمُ قـولي ذاكـــراً لـمـُحــمـــدٍ       عـليـه أُصَـلـِّــي ثــمَّ بـعـــدُ أُسـَــــلـِّـــمُ

==============
تــ م ــــت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق