الثلاثاء، 20 ديسمبر 2016

مرثية حمود بن ابراهيم الرشودي ..رحمة الله


هذه مرثيَّةُ أخي وعزيزي و صديقي :  حمود بن إبراهيم الرشودي .. رحمه الله 
 الذي وافتهُ المنيةُ عام ١٤١٧هـ  ، وهي من ( الكامل ) وقافيتها من (المتواتر) . 

تمت في ١٤١٧/١١/٢٥هـ

الأبيات 
***********

طلبَ النـُّزولَ فحـالتِ الأقـدارُ 
                      والمرءُ ليس لهُ بـــذاكَ خِيارُ 
إنَّ الحياةَ كـثـيــرةٌ آفــــاتُـــها
                      يـــومٌ لنا وثلاثــةٌ إعــســـارُ 
مثلُ السفينةِ في تموُّجِ بحـرِها
                      تطفُو عليهِ وتحتَها الأخطارُ 

فاصبرْعلى مُرِّ الحياةِ وحُلوِها
                     إنَّ الحيــاةَ  قـُــــدومُها إدبَارُ 
كلُّ الخلائِقِ تستــميتُ بحــبِّها 
                      فهلِ المحبَّــةُ خلفـَها أسرارُ
مافي البقاءِ لطـالبٍ من راحةٍ 
                     كيف البقاءُ وكلــُّها أسفــــارُ 

حبُّ البقاءِ غريــزةٌ مزروعةٌ 
                    لكنـَّها الآجــــــالُ والأعـمـارُ 
فإذا دهتكَ مصيــبةٌ وعظيمةٌ 
                    فالصَّـبرُ خيـرُ مَطــيِّـةٍ تختارُ 
إنّي إذا نـزلَ البــلاءُ بِساحتي 
                   أَخَذَتْ تـدورُ برأســيَ الأفكارُ 

إنَّ الذي ضربَ الفُؤادَ بسَهْمِهِ 
                    حَدَثٌ جـليلٌ ليس منــهُ فِرارُ 
من هاتفٍ هصرَ الضُّلوعَ بِنَعْيِهِ 
                    لأبي حُســامٍ ماعــلــيهِ غُبارُ 
أحمودُ إنـّي قد رُزِئتـُكَ عندما 
                    نبأُ الوفاةِ سَــرَتْ بهِ الأخبارُ 

أحمودُ وَدَّعـتَ الحيـاةَ مُبكراً 
                    أَهيَ المنيّــةُ سيــفـُها بتـَّــارُ 
أحمودُ إِنـّكَ والعزاءُ تركتُما 
                    أثراً بقلبـِـي هــــزَّهُ إعصارُ 
لمَّا وَقَفْتُ جِوارَ قبرِكَ داعياً 
                    بيني وبينـَـكَ حالتِ الأستارُ 

نِعْمَ الصديقُ أبو حُـسام ٍإنـّهُ 
                    للأصدقاءِ إذا هـــفوا غفـَّارُ 
عفَّ اللِّسانِ تراهُ يكتُمُ غَيظَهُ 
                    لايَنطِقُ الفحـشاءَ حينَ يُثارُ
لم يقترفْ ذنباً ولم يلحقْ بـهِ
                     عيبٌ يدنـِّــسهُ  كذا أو عارُ

في حَظوةٍ من أهلِهِ وصِحابِهِ
                     في كلِّ نائـــبـــةٍ إليهِ يُشارُ
فكبيرُهم وصغيرُهم في كفِهِ
                     كلٌّ له في وزنِــــــهِ مِعيارُ
وبِأُمِّـهِ برٌّ وصاحبُ فِـطــنةٍ
                     فلها لديهِ مـــعــزَّةٌ ووقــارُ

كم قد تَسَهَّدَ جفـْــنـُها لِفراقِهِ
                    تبكي عليهِ ودمْــعُها مِدرارُ
تبكي عليهِ بِلهـــفـةٍ فيُجيبُها
                    لـبَّـيكِ أُمِّي إنـَّـــها الأقـــدارُ
أُمِّي فلا جَزَعَاً يُفَوِّتُ فُرصَةً
                   الموتُ حقٌّ والــرِّضـا إجبارُ

أُمِّي فمهلاً إنْ أُصِـبْتِ بِفِلـْذةٍ
                   إنَّ الحياةَ متى صفتْ أكـْـدارُ
أُمِّي فصبْراً فالمصائِبُ كُلَّما
                 عَظـُمَتْ سَتُطفِئُ نارُها الأَذكارُ
أُمِّي فإنِّي قد رأيـتُ مُسَـبَّـقاً
                  أنَّ الحــــوادثَ مـالها إنــذارُ

أُمِّي أما إنَّ النـُّفوسَ ودائِـعٌ
                 وسَتـُسْـتـَـرَدُّ فــــدارُها آجــارُ
هِيَ سُنـَّةُ المولى العليِّ بخَلقِهِ
                 ساعاتـُها بيَــدِ العَــزيزِ تـُـدَارُ
أأبَاحُـسامٍ مالِـبُــعْدِكَ رَّجعَةٌ
                 كيفَ الرُّجُوعُ ودُونَكَ الأحجارُ

كيفَ المزَارُ أبَاحُسامٍ بعدما
                غَطَّتْ جوانبَ قـَبْـرِكَ الأشجارُ
لو أنَّ عُمْراً يُشْترى أهديتُهُ
                لِأبي حُسامٍ ترخــصُ الأعـمارُ
لو أنَّ عُمْراً يُستعَارُ أَعَرتُهُ
               عُمري وهَيْهَاتَ النـُّفـُوسُ تُعارُ 
                  
   ******************
تــمــت

الأحد، 14 فبراير 2016

تهنئة وتعزية لسعادة مدير التعليم بالقصيم الدكتور/عبدالحليم بن إبراهيم العبداللطيف



     إلى رجل العلم والمعرفة ورجل التعليم سعادة مدير عام التعليم بمنطقة القصيم الدكتور عبدالحليم بن ابراهيم العبداللطيف أُهدي هذه 
القصيدة بمناسبة حصوله على شهادة الدكتوراه بتفوق وامتياز .
وهي من (الكامل)


الأبيات
********

لِمَنِ العـظائمُ أصبــــحت متــطلّـبا       وذُرا المعارفِ راقَـــها أن تُـكــتــبا 
لِمَنِ التهانئُ في الجرائـــدِ أُهديت       ألِعَالمٍ فاق الشــهــــادةَ مــنـــصـبا 
ما كلُّ مَن ورد الحِــيـــاضَ بقادرٍ       أن يجشَمَ الأحــواضَ أو أن يشربا 

فالوارِدون إذا تسهّــــل أمــــرُهم       نزرٌ قليلٌ لا يــــــــفي أن يُحســــبا 
فالناسُ تطــــلب ما تيــسّر وِردُه       ويُخيفهم أن يطرقوا ما اســـتصعبا 
لكنَّما قَــــــــــرْمُ الرجالِ بــوسعِه       سَلْكَ الطريقِ مشــــرِّقـــــاً ومغرِّبا 

عبدَالحليــمِ فلستُ فـــــيك مُبالغا       إن أوْجز القلــمُ الشّــحــيحُ وأطـنبا 
فلأنــت خيـــرُ مـعــلمٍ ومــــوجهٍ        كم قد علِمتُـــــك حازماً مُتـــلهِّـــبا 
عبدَالحليمِ عرفــــتُ فيك نجــابةً        قد وطَّــــأَتْ فـــوقَ المجـرَّةِ مركَبا

رمزُ النزاهةِ إن أردتَ حــقيـــقةً        ما كـــــنتَ إلا للعــــدالةِ مـضــربا 
تغشى المدارسَ لم تصبك مـلالةٌ        حَمْلُ الأمانةِ قد دعــــاك فأوْجـــبـا 


والحـــزمُ أنتَ مقـــــرُّه ومكــانُه        والحِلمُ صار يزيــــد فيــك تــأهُّــبا 
فإذا الأمــــانةُ أوثقـتــــك حبالُها        فاصبر لذلك مااستـــطعت تَحسُّبــا
يا شيخـــــنا إني لأعلم جـــيـــداً        وأنا أُلـــوِّحُ باليــــمــيــنِ مُـــرحبا

أنّ القصيــــمَ مـــدارساً وأهاليـاً        وجـــدوا بِـدَأْبِــك للعــظــائمِ مَــدْأبا
فاستسهلوا طلبَ المصاعبِ كلَّها        حتى غدا خوضُ الشدائدِ مــذهــبا 
عرفوا النظـــــامَ صغيرَه وكبيرَه        فتـشــربوا الإخلاصَ منك تشــرُّبا

وزرعتَ فيهم للـــدروسِ مـحبةً        تولي الفهــيــمَ تـفـــكُّراً وتعـجُّــبـا
آثارُها انعــكسـت على أبنــائــنا        فأتى النـَّـتاجُ مُنقــَّـــحا ومُهـــذَّبــا
عبدَالحليمِ وما عــسايَ مُـهـنِّـئا        إيَّاك يــــــومَ وجـــدتُ ذلك أنجـــبا

إن القصيــــمَ قـــريبَــــه وبعيدَه        وضعوا البشائرَ في طريقِك موكبا
حلّ العزاءُ مع التهانئِ دفعةً(1)        فوقفـــتُ محتار الفؤادِ مُــــذبــذبا 
لا أستطيع تــأخراً وتقـــــدمــــاً         فـاحــــترتُ أيهما يكــون الأوجبا 

هم هنؤوك بهــا وتلك غضاضهٌ        لو هُــنِّـئـت بك كــان ذلك أنـســبا 
الجمعُ للأضــــدادِ أمــــرٌ ممـكنٌ        لكــنــه جـهـــــلٌ يـكــون مُــركّــبا 
لم تلق في تلك الشهـــادةِ رفعةً        ما دمتَ قد فـقــتَ الشهـادةَ مطلبا

كم أدرك اليومَ الشهادةَ أخـــرقٌ        من حقِّهِ أسفاً بـــها أن يُـــضـربا
قبل الشهادةِ رشَّحـــــتك وزارةٌ        علِمتْ بكـــونِــك للإدارةِ أصْـــوبا 
قد أكبرت فيك الأمــــــانةَ بعدما        وجــدتــك في كلِّ الأمــورِ مــدرَّبا 

كلُّ الفضائلِ والمعـــارفِ حُزتَها       من قبلِ حرفِ الدالِ جُزتَ الكوكبا 
فجمعتَ عقلا راجـــحاً ومهــابةً        قد حقـَّـقَـتْ من قـبلِ ذلك مَــــأْرَبا 
وخطوتَ بالتعليمِ أفضلَ خطــوةٍ        فأقـــمتَ مكــتــبةً له أو مــكــتــبا 

هِممُ الرجالِ مقيـــــــسةٌ بفِعَالِها        كالـــرَّوضِ أكثرُ ما تــــراه مُرتَّبا 
لا يمتطي العلياءَ غيــرُ مُـظـفـَّـرٍ       صعِِد الجبالَ وشـاقه أنْ يــرْقـُـــبا 
هُوْجُ العواصفِ تنثني لغــضنـفرٍ       يغشى الوغى مُسـتـبـسلاً مُتـوثِّـبا 

جمع الإلهُ لك الأمورَ جميعـَـــها        فمنعتَ سُمَّ الحقـــدِ أن يتــســـرَّبا
لم تــصـغِ يوماً للوشــــاةِ وإنّما        أوقفتَ ساعيَهم لكـيـــــلا يلـعـــبا
كم مُشكـــلٍ صعــــــبٍ تعذّر حلُّه        قد زاد من سـعيِ الوشـــاةِ تـألُّـبا

فقطعــــتَ دابرَه بحســنِ رويَّــةٍ        ومهـــارةٍ كـي لا يـــزيــدَ تصـلُّبا 
والمخلصون وأنتَ ترأس أمرَهم        يستعذبون الـمـــرَّ حتى يعـــــذُبا 
دأبٌ طــويلٌ واحتــمالُ أمــــــانةٍ        تكسو القـلوبَ جـــــلادةً وتهــيُّبا 

أما الجوامعُ فالمـــنابرُ شاهــــدٌ        يوم انبريـتَ لها وقـمتَ لتخـطُــبا
أنَّ الظـــهورَ قد انحنت لخطيبِها        والرأسُ طأطأ خـاشـعــاً مُــترقِّبا 
فقرعتَ بـاباً مــوصداً بعـــــبارةٍ        أبْدَتْ عنِ الحشــوِ الثقيلِ تجنـُّبـا 

وسردتَ فيها قـــــصةً بإشـــارةٍ        فرَدَدْتَ فِكراً شـارداً مُتـشعِّـــــبا
والنفسُ هاجِــسُهـا علـيـــه أكِنَّةٌ        فأزلتَ منها هاجــــساً مُتــرسِّبا
بحرُ البيانِ تغوص في اعـــماقِه        مُتقنِّصاً أغلى المعاني وأطــــيبا 

واللفظُ منقــادٌ يُوضِّــــح حُــسنَه        معنىً تريد بعيــــدَه أن يقـــــربا 
ما إن تكد تـنـهي ارتجالَ خطابةٍ        حتى تكون لِسامعـــيك مُــــرغِّبا 
لم يلقهَمْ ســأمٌ بطـــولِ إقـــــامةٍ         أبداً وبحرُك زاخــــــرٌ لن ينضُبا 

إن الفصــــاحةَ والبلاغــةَ كــلَّها       هِـــبةُ الإلهِ يثيـــبها مُتــــأهِّـــبـــا
أما البديـــعُ إذا أتــــــى مـتيسراً        من غيرِ كــلـَـفٍ عُدّ ذلك مكسبا 
لا تنكر العينُ الصحيحةُ مــارأت        من بعدِ ما اتَّـــضح البعيدُ وقرَّبا 

حتى المريضةُ أدركت ببســـاطةٍ         أن التَّــتبُّعَ سعـــيُه قـــد أنجـــبا
فالمرءُ يعجز لا مَحالةَ أن يـرى        ما قد يـظــن منــالَه مُستــصعبا 
فهوى النفوسِ جريمةٌ مستبعـدٌ        جَلْبُ الدَّواءِ لها فليس مُجــــرَّبا 

فلــــئن شكرتُ إدارةً ومــديرَها        فمجالُ شُكري رَفْعَةٌ لن تُنــصبا 
بل ذاك في ألـــفٍ توسَّط ماضياً        فيحقُّ وسْطَ مضارعٍ أن تُقـــلبا 
ماذا علي اذا نطــقــتُ حقــيقــةً        أرجو بها عــنـــد الإلهِ تــقــرُّبا 

بنتي هنيــدةَ(2) يا بنيةَ مُهـــجــتي        لبيك قــولي ما تـُــريد تــــأدُّبـا 
هاكِ اكتبــي كلماتِ صدقٍ قلتُها        واستعمــلي القلمَ الرفيعَ تحسُّبا 
خطي ردئٌ لا تـــبينُ حُــروفـُـه       عيُّ اللـــسـانِ وعاجزٌ أن أُعربا 

لو كنتُ أحفظُ للخطوطِ قواعــداً        لنسختُ خـــطاً جيـــــداً ومُذهَّبا 
بنتي هنــيــدةَ(2) راجعــــــيهِ لأنـه        رُبَما الردئُ على الأصــحِّ تغلَّبا 
بنتي هنــيــدةَ(2) راجعـــــيهِ وكلَّما       خطـــأ ٌ تبينَ فاكـتــبيه مُـهـــذَّبا 

(1)اجتمع العزاء بأخيه عبدالكريم "رحمه الله" مع التهانئِ بشهادة الدكتوراه.
(2) (هنيدةَ) منصوبة بالفتحة؛لأنها بدل المضاف إلى ياء المتكلم ، (بنتي)المنصوب بالفتحة محلاً ؛فهي تابعة له في الإعراب.

*****
تمت بحمد الله